رواية قبيحة البلدة الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد

رواية قبيحة البلدة الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد

 رواية قبيحة البلدة الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد


#قبيحة_البلدة_٢

بينما كان كرم يفكر  كيف سيضع قطرتى الماء لميلا..احضرت ميلا العشاء وجلست أمامه تنظر اليه

 قائلة..(تفضل )...

بدأ كرم ينظر إليها وهويفكر هل يضعه فى طبقها ام مشروبها

المفضل؟! وهنا اكتشف انه لايعرف ماتحب ميلا رغم أنهما متزوجين من بضعة أشهر..!

أعادت عليه ميلا مرة أخرى..تفضل الطعام لقد أعددت لك ماتحب من الطعام ..

فتبسم لها كرم ع غير عادته وسالها وانتى ماذا تحبين؟!

اندهشت ميلا من سؤاله واندهشت اكتر من ابتسامته لها فلم تراها منذ ان تزوجا..وشعرت بدقات قلبها ترقص فرحا لهذه الابتسامة...

احمرت وجنتاها ونظرت فى ارجاء الحجرة محاولة اخفاء سعادتها البلهاء من مجرد ابتسامته ...

استطرد كرم مرة أخرى وسالها الن تجيبينى ماذا تحبين؟!

ردت ميلا ..بلا سأجيبك 

انا احب من هذا الطعام  الأرز  ..فتبسم وقال لها ولكن أين طبقك ؟! اجابته ساتناول طعامى بعدك ..فسالها بتعجب لماذا ؟

اجابته لأنك تتناول الطعام وتخرج سريعا فلو انشغلت بتناول طعامى أيضا لن استطيع ان اجلس معك هذه الدقائق القليلة كل يوم ...

تعجب كرم من اجابتها ولكن كل ماكان يشغل تفكيره كيف سيضع لها الماء ..

لذلك طلب منها إحضار طبق لها وأخبرها انه لن يأكل بعد هذه الليلة بمفرده لابد أن تشاركه الطعام ..

فنهضت مسرعة واحضرت طبقها ..وفى هذه الاثناء وضع

قطرتى الماء فى جزء من طبقه وما ان جاءت حتى قدم لها ملعقة طعام من طبقه لتنناولها بيده ليضمن انها تناولت الماء ..فتناولتها بخجل ممزوج بسعادة ...

ثم أخذا يتناولان الطعام معا وهما يتحدثان ..فقد أدرك كرم أن الطريقة المثلى لوضع لها الماء كل ليلة دون أن تشعر هى ان يعرف عنها كل شئ ويشغلها باحاديث طوال تناولهما الطعام ...فأصبحت عادته انه يأتى من عمله يتناول معها الطعام وهما يتسامران ولا يذهب لرفاقه الا ايام العطلات ..

ليلة بعد ليله لاحظ كرم تغير ملامح زوجته فالوجه البائس أصبح ضاحك والعينين الحزينتين اصبحتا مبتسمتين

 كما أصبح يشعر بلذة حديثه معاها اكثر من جلسته من أصحابه.. 

ومما زاد هذا الاحساس انه أصبح يسمع رفاقه يشتكون من زوجاتهم الجميلات ..فلم يعد اى منهم راض عن زوجته وأصبح يرغب الزواج بغيرها فلم تعد الزوجات الجميلات كما كن فى أعين أزواجهن...

أصبح كرم يذهب لعمله باكرا لانه ينام باكرا بعد العشاء

 .وفى يوم علم بزواج أجمل فتاة بالبلدة من رجل ثرى من خارج البلدة ..فأقلع عن المرور بجوار منزلها أيضا مما جعله يجتهد فى عمله أكثر...

وكل ليلة يشعر بسعادة أكبر فى حديثه مع زوجته ونظره لوجهها الباسم ..فقد لاحظ غمازتين ع كلا خديها لايظهران الا عندما تضحك بشدة ..فأحب اضحاكها

 وأصبح أيضا يحب ان يراقبها فى صلاة الفجر 

حتى سمعها وهى  تدعو له بالرزق وسعة الحال..

وفى الليلة الثلاثمائة من العام المتفق عليه ..جاء كرم إلى منزله كالعادة وفتحت له ميلا ..فرأها أجمل من اى ليلة كأنه يراها من جديد...وقرر هذه الليلة ان يحكى لها عن طفولته الحزينة لعله يشعر براحة فى صدره  اذا تحدث عن ماضيه الاليم....

وبينما كانا يتناولان العشاء ..

بدأ كرم يحكى عن طفولته ...كيف كان طفل سعيد لأبوين جميلين يحباه ولكن سرعان ماذهبت سعادته عندما توفا والديه فى حادث وانتقل لهذه البلدة للعيش  مع عمه وزوجته ولم يكن حالهم ميسور ..لذلك عاش حياة فقيرة حتى انه لقب ب(فقير البلدة) 

ولمعت عيناه بالدموع ..







ربتت ميلا ع كتفه ..وارادت ان تسرى عنه فقالت له حاول ان تتذكر اى ذكرى جميلة مع والديك لعلها تسعد قلبك..

فسرح قليلا ..ثم أخبرها نعم اذكر قبل وفاتهما كنا فى زيارة لاحد أصدقاء والدى وكانت لديهم بنت جميلة لم أرى فى جمالها ولكنى لا أذكر ملامحها ...وابتسم ونظر لميلا 

ليرى الحزن فى عينها ..ثم ضحك قائلا ..اتغارين من طفلة!!

و فى هذه الليلة نسى كرم أن يضع لميلا الماء كالمعتاد 

ولم يتذكر الا فى اليوم التالى وهو فى عمله ..فظل يفكر فى كلام العجوز ..ماذا لو تحقق اتعود ميلا باكية حزينة ويحرم  من حديثه كل ليلة معاها؟!

وبينما هو يفكر جاءه خبر ان أجمل فتيات البلدة قد انفصلت عن زوجها وعادت لبلدتها....

عندما عاد لبيته فى المساء كان قلقا بشأن زوجته حتى طرق الباب وفتحت له ..فوجدها باسمة كعادتها ..ولم تتغير ملامحها فاطمئن قلبه ..وبينما يجلس الزوجان يتناولان العشاء كعادتهما..سمعا طرقا ع الباب 

فقد جاء اليهما خادم أجمل امرأة بالبلدة ..ليطلب من كرم الحضور لمقابلتها الليلة ..فلبى كرم طلبها وذهب إليها وهو ع عجب وعجل ...وترك ميلا قلبها ينبض خوفا وحزنا من ان يتركها كرم لقد تحسن وضعه المالى وأصبح ميسور الحال..

       (فتوجهت لربها تدعوه  ان يحفظ لها سعادتها...)

دخل كرم منزل أجمل امرأة وكانت تدعى نرجس...

وانتظر خروجها له كما ينتظر شروق الشمس ..وبالفعل دخلت عليه بكامل زينتها ..وجلست معه تحدثه 

قائلة انت كرم ؟  اجابها نعم سيدتي 

أخبرته لن أطيل عليك ..اريد الزواج بك .

صعق كرم من طلبها المفاجئ وسالها وهل لى ان اسأل لماذا أجمل امرأة بالبلدة وقع اختيارها على..

اجابته لأنك زوج وفى الا تعلم انك أصبحت تلقب

 ب(وفى البلدة) فمعظم رجال البلدة ميسورى الحال تزوجوا ع زوجاتهم رغم  جمالهن وانت تزوجت من قبيحح...

   نظر لها كرم بحدة و نهاها ان تكمل كلامها عن زوجته ...وفجأة شعر كأنه لايرى سوى لوحة جميلة تزين شرفة منزل فخم لا أكثر...فاعتذر منها واستأذن فى الانصراف...بعد أن رفض عرضها......

كانت ميلا تنتظر زوجها ع قلق وحزن ظنا انه سيأتي لاخبارها بزواجه من غيرها ..فما ان  طرق باب بيتها 

حتى أسرعت تفتح له وفى وجهها سؤال هل ستتركنى الآن؟

     فوجدت كرم ينظر لها مبتسما وامسك بيديها ...

ثم قال لها ألم أخبرك عن الطفلة التى احببتها من قبل ولم أكن اذكر ملامحها..لقد تذكرتها الآن.... 

انها....

                  (ميلا الفتاة الجميلة)..

دمعت عينيها واخبرته انها كانت تتذكره من وقتها ولم يفارق يوما خيالها وكانت تدعو الله ان يجمعهما فى صلاتها....

 فى اليوم التالى ذهب كرم للعجوز ليشكره ..وهنا اخبره بما ادركه كرم وهو ان الماء لم يكن سحري بل ان السحر كان فى جلسته وحديثه مع زوجته ....

ثم قال لكرم بارك الله لكما وبارك عليكما 

وجمع بينكما فى خير 

ثم تبسم له قبل أن يرحل قائلا الا أخبرك بلقب زوجتك الجديد فى البلدة  لقد أصبحت البلدة  تراها  

الزوجة التى فتنت زوجها وجعلته لايستطيع النظر لغيرها  ...

لقد أصبحت        ( (فاتنة البلدة).)


بقلم

،،،، د.دعاء سعيد


              الفصل الثالث من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×